الحناء مسحوق يتوج الفرحه لليمنيين في المناسبات

ا







الحناء مسحوق يتوج فرحة اليمنيين في المناسبات









لحناء بما له من طقوس ومواعيد يطل معها بلونه الأرجواني الجذاب يبقى الدلالة المعبرة عن احتفاء اليمنيين بالمناسبات المختلفة التي يطل معها هذا الخضاب الأسطوري والجمالي النفاذ الذي يعتقدون به البركة .

وعلى ذلك فإنه مع إطلالة أي من المناسبات دينية كانت أم غيرها تستعد النساء لنقش الحناء وينتعش سوقه بشكل غير مسبوق فتعج الأسواق فجأة بحركة دؤوبة للباحثين عن أوراق الحناء إن كانوا يفضلون إعداده وتحضيره بأنفسهم في منازلهم فيما يفضل البعض الآخر شراءه مسحوقا وفي كل الأحوال.
كما يقول طلال الحسني بائع حناء : المناسبات الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى هي التي ترفع الطلب على هذه المادة ولهذا فعملنا في بيع هذا المسحوق - مشيرا إلى الكومة التي أمامه - هو عمل موسمي يرتبط بالمناسبات الذي ينتعش فيها الطلب أضعافا مضاعفة.
وعن أجود أنواع الحناء بقول الحسني الحرازي هو الأجود والأغلى وهو يدوم طويلا فضلا وهو المحبذ عند النساء وهناك أيضا الحناء الحضرمي وهو أيضا مرغوب والحناء الشرماني نسبة إلى بلاد الشرمان في محافظة تعز.

حتى المنازل «تتحنى»
وقد اعتاد اليمنيون واليمنيات على التحني كما يسمون عملية طلاء الأيدي والأرجل ففي مختلف المناسبات تكاد الأسرة بأكملها تصطبغ بهذه المادة نساء وأطفال وحتى الرجال، فبعضهم في أجواء الفرح والحبور التي تلف منزل الأسرة اليمنية يحبون مشاركة كل أفرادها هذه العادة إما بطلاء خفيف للأرجل أو برسم دائرة في راحة اليد مما يعطي لهذه المادة قيمة تعبيرية ودلالة رمزية دينية وروحية تعني الفرح والاحتفاء بالمناسبة وتبجيلها بل وتذهب بعض الأسر إلى طلاء جانب من منازلهم تبركا بهذه المادة.

حيث يعتقد الكثير من اليمنيين أن في كل بيت جارة من مخلوقات خيرة لا ترى تستوجب تزويقها بقليل من خضاب الحناء ولهذا نجد العديد من البيوت في هذه المناسبات مثل عيد الأضحى مثلا قد نالت نصيبها من دلالات الفرح والاستبشار بقدوم العيد والترحيب به إذ أن المعنى الذي يكتسيه التعبير عن الاحتفاء الروحي بقدوم مناسبة دينية مثلا يغدو تعبيرا جسديا يتمظهر في خطوط ونقوش مخضوبة بالفرح الذي يلم الأسرة وكثيرا ما تبادر الصغيرة أو الصغير إلى بسط راحة اليد لإبراز نقش الحناء في حركة تدل على أن الصغار شأنهم شأن الكبار مبتهجون مسرورون بقدوم المناسبة بل إنهم في بعض الأحيان يسارعون إلى فرد يد الضيف ربما للتيقن من أنهم مثلهم فرحون مبتهجون بيوم العيد وإذا ما وجدوا تلك العلامة انفرجت أساريرهم تعبيرا عن الرضاء .
ويكتسي الاحتفاء بالمناسبات عند الكبار عن طريق التحني دلالات أخرى حيث تجدها المرأة مناسبة للظهور بأبهى حلة فتتفنن في نقش اليد والساعد بنقوش كثيرا ما تحرص على أن تكون معبرة عن البهجة وقدوم الأهل الذين يتزاورون في المناسبة ويزورون بعضهم بعضا مما يستوجب أن تظهر المرأة أمام أهلها راضية قانعة منضمة إلى جوقة الفرح التي تكاد ترى وتسمع في نظرات وأهازيج الكل كبارا وصغارا وعنوان رضاها وبهجتها هذا الطلاء الذي يرى فيه الكثيرون امتدادا واستمرار لتقاليد تحل بها البركة وتكتمل معها الفرحة والبهجة.

** سلعة رائجة
حمولة أخرى للحناء كما يذهب إلى ذلك بعض كبار السن إذ يرون أن عادة التحني في الأعياد لها أيضا معنى مهما في المناسبات وهي أن الناس اعتادوا على ارتداء ملابس جديدة ابتهاجا بقدوم العيد إلا أن الذي لم يكن يجد المال اللازم لشراء الملابس يعبر عن بهجته عن طريق الحناء فكونه يطلي يده بقليل منه فذلك يعني انه يفرح مع الفرحين ويسقط عن نفسه التزام شراء وارتداء الملابس الجديدة في هذه المناسبة.


صبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــايا ابغى ردووووود
[center]